الحياه في العالم الاخر

21 أغسطس 2010



~~~  الحياة في العالم الآخر ~~~

تصور المصري القديم أن الحياة في العالم الآخر مثلها مثل الحياة على الأرض حيث يوجد سماء مثل سماء الأرض ، ونظراً لأن الزراعة كانت عماد الحياة في مصر أيضاً ستكون ذلك في العالم الآخر حيث تصورا العالم الأخر حقول من القمح والشعير يحصدونها ويتمتعون بالخير الوفير والأمان .

ولكن النبلاء كان من الصعب عليهم أن يعملوا في الحقول فظهرت تماثيل الأوشابتى التي تمثل الخدم أثناء عملهم والخبازين والجزارين والنساء وهن ينسخن القماش ، وفائدتها أنها تقوم في العالم الآخر بخدمة مولاها وعمل كل الأعمال التي كان يجب أن يعملها بنفسه .


~~~ كتاب الموتى ~~~


كان من أهم الكتب لدي المصري القديم ، وهو كتاب يحتوي على مجموعة من النصوص الدينية والسحرية عرفت عند المصريين باسم "فصول السير أثناء النهار" وكتاب الموتى في الواقع سليل نصوص الأهرام والتوابيت والمراد منه توفير حياة أخروية مريحة للميت وإعطائه القوى اللازمة لمغادرة المقبرة عند اللزوم , ومعظم ما وجد في المقابر أجزاء من كتاب الموتى التي كان يعتقد الميت أنه في حاجة إليها.


~~~ محاكمة الميت ~~~

كانت قاعة محاكمة الموتى في العالم الآخر تسمى باسم قاعة التحقيق ، ويوجد بها اوزوريس جالساً على العرش وخلفه شقيقتاه ايزيس ونفيتس و14 نائباً، وفي وسط القاعة يوجد ميزان كبير وبجانبه وحش لحمايته يسمى" العمعم "، كما يوجد في القاعة أيضاً تحوت"اله الكتابه" وانوبيس"اله التحنيط" .

و تبدأ اجراءات محاكمة الميت عندما يقوم انوبيس بإدخال الميت (مرتدياً ثوباً من الكتان) الذي يحيي اوزوريس وباقي الآلهة ، ثم يدافع الميت عن نفسه 36 مرة لأنه يخشى ألا يصدقوه فيعيد إقراره الدال على براءته متوجهاً نحو الـ 42 إلها (كانت مصر مقسمة إلي 42 إقليما فكان كل إله يمثل إقليماً من أقاليم مصر) و بعد ذلك يذكر الميت كيف كان خيراً يعطي الخبز للجائع ويقدم الماء للعطشان و يكسى العاري .

ثم يوضع قلبه في كفة الميزان وفي الكفة الأخرى تمثال صغير"او ريشه رمز اله الحقيقه" (معات) ولم يذكر تفصيلاً كيف يوزن قلب الميت ولا أحد يعرف هل الآثام كانت تثقل القلب أم تجعله خفيفاً ؟ وإذا أثبت أن هذا الرجل بريئاً كان له الحق في الحياة و السعادة في العالم الآخر أم إذا كان مخطئاً فإنه يدمر بواسطة الملتهمة(وحش خرافي مزيج من التمساح وأسد وفرس البحر) .

كان الشغل الشاغل للمصري القديم هوما سيحدث له في المحاكمة لأنه كان يعرف أنه ليس كل الناس سوف يحظون بالنعيم في الآخرة ، لذا فقد عمد الكهنة إلي عمل بعض التمائم والنصوص السحرية لحماية الميت وتبرئته في المحاكمة ومن هذه الصيغ السحرية صيغة تجعل إله الشمس (الذي يعتبر القوى الحقيقية وراء تلك المحاكمة) يسقط من سماواته في النيل إذا لم يخرج ذلك الميت برئ الساحة من المحاكمة "كما يعتقدون" .


كما وضع فصل خاص في كتاب الموتى لتخليص المذنبين من خطاياهم وكان هذا الفصل ينسخ على ورق بردي ليوضع داخل التابوت بين ساقي المومياء ليبرأ ساحة الميت ، وكان الكهنة يتحايلون بهذه الطريقة على الشعب حيث أوهموهم أن بمساعدة النصوص السحرية يمكن أن تبرأ ساحة الميت وإن كان مخطئاُ .


وهذه بعض أسئلة القضاة في حساب المحكمة :

هل عشت أجلك الذي حدده لك الإله كاملاً ؟

هل راعيت حق بدنك عليك كما رعاك الإله في شبابك ؟

هل حفظت جسدك طاهراً كرداء نظيف لم تلوثه القاذورات ؟

هل حافظت على النيل و لم تعمل على تلويثه ؟

ملاحظة : النيل كان له اهمية خاصة عند الفراعنة حيث انه كان السبب في حضارتهم


~~~ طقوس دفن الميت ~~~


كان المصريون القدماء يتوجهون بجسد الميت (بعد أن يتم تحنيطه) في موكب حتى يصل إلى الشاطئ الشرقي للنيل حيث ينتظرهم أسطول صغير من القوارب وكان المركب الرئيسي به غرفة كبيرة مبطنة من الداخل بأقمشة في هذه الغرفة كان يوضع جسد الميت ومعه تماثيل : إيزيس ونفتيس الإلهتان الحاميتان للميت ويقوم الكاهن بحرق البخور وتواصل النائحات اللطم على رؤسهن .

وبعد عبور النيل حتى الشاطئ الغربي للنيل يستمر الموكب حتى يصل إلى قبر الميت وبعد عمل بعض الطقوس لا يبقى سوى إنزال التابوت والأثاث الجنائزي وترتيبه ، فيوضع التابوت المصنوع على هيئة المومياء في تابوت أخر من الحجر يتخذ شكل حوض مستطيل ويوضع حوله عدة أشياء مثل العصي والأسلحة والتمائم ، ثم يقفل التابوت الحجري بغطاء ثقيل ويوضع بجانب التابوت الأواني الكانوبية (هي الأواني التي توضع فيها أحشاء الميت " كان عند القدماء المصريين اعتقاد بأن الشر يكمن في احشاء الميت و لذلك كانوا ينتزعون هذه الاحشاء و يضعونها في اوعية ليبعدوا الشر عن الميت " وتتخذ أشكال أبناء حورس الأربعة لذا فالأواني الكانوبية أربعة) داخل صندوق خاص .


ثم توضع المواد الغذائية للمتوفى التي تسمى "الأوزيريات النابتة" وهي عبارة عن إطارات من الخشب على شكل أوزويس محنط وبداخلها كيس من القماش الخشن يملئ بخليط من الشعير والرمل ويسقى لعدة أيام فينبت الشعير وينمو كثيفاً وقوياً وعندما يصل طوله إلى 12-15سم كان يجفف ثم تلف الأعواد بما فيها من قطع من القماش وأما الهدف من هذا العمل هو حث المتوفى على العودة لأن أوزوريس قد أعيد أحياؤه من الموت بهذه الطريقة .

أسطورة الزمن والكون (أسطورة كيف أصبح زيوس إلها )

9 أغسطس 2010




تروي الأساطير أن أورانوس ( اللتي هي السماء ) التقت بجايا ( الأرض ) .

أنجب اورانوس من جايا الكولكلوبيس , ثم أنجب منها التياتن .

ثار الكولكلوبيس ضد أبيهم الأورانوس , تمردوا عليه ... غضب اورانوس منهم فضربهم ضربة واحدة أطحات بهم الى تارتاروس .

مكان الظلمة الشديدة , البعيد عن عالم الأحياء , مكان بعيد .. بعيد جدا .. عميق جدا ... موقعه العالم السفلي .. يبعد عن الأرض بنفس المسافة التي يبعد بها سطح الأرض عن قبة السماء .
المسافة بعيدة جدا .. تستغرق بين سطح الأرض وقاع تارتاروس رحلة 9 أيام .
تخلص الوالد من أبنئه المتمردين وهم الكولكلوبيس .

الأم جايا حزنت لفراق أبنائها . فلذات كبدها .. هذه الأم الحنونة بكت .. لكنها لم تستطع معارضة زوجها اورانوس ولا تقدر على معصيته . ولم تجرؤ على مقاومته .. كما أنها لم تحرك ساكما لمساعدة ابنائها .

 
الا أن الأم .. كأي امرأة .. لجأت الى الخديعة !!

: الشر بالشر والبادئ أظلم .

قالت لنفسها :

- ان كان زوجي اورانوس قد تخلص من ثلاثة من أبنائي , فلا يستبعد أن يتخلص من الأبناء الاخرين ...
.. ماذا أفعل ؟؟  قالت جايا.
ذهبت الأم خلسة الى أبنائها الاخرين , التياتن السبعة , فحرضتهم ضد أبيهم , بعد أن شكت لهم ظلمه وجبروته وحثهم على مهاجمة والدهم والقضاء عليه .
تحرك الأشقاء السبعة بقيادة كرونوس ( الزمن ) أصغرهم ...

جايا الأم زودت كرونوس بمنجل من حجر الصوان ؟..

 

فاجأ الأبناء السبعة أباهم اورانوس أثناء نومه , قيدوه وشلوا حركته , صحا من نومه مذعورا , حاول المقاومة ... ولكنهم كانوا سبعة ...

 

كرونوس قام بغرز المنجل من حجر الصوان في قلب الأب اورانوس ...

استولى الفزع على الإبن عندما شاهد ذلك المنظر المفزع ...

القى كرونوس بقلب اورانوس في البحر ومعه المنجل الحجري ...

وقد سقط القلب والمنجل بالقرب من قمة بحرية , درييانوم .
تساقطت بضع قطرات من دم اورانوس على الأرض وهى الأم جايا .

انجبت الأم جايا الايرينيات الثلاث , تلك الأرواح النسائية , الثلاث اللائي ينتقمن ممن قتل أحد والديه .

الايرينيات الثلاث : الكتو , تسيفوني , ميجاريا هذه أسمائهن .

أيضا من بضع القطرات اللتي سقطت من اورانوس , ولدت حوريات شجرة الدردار اللائي عرفن بإسم الميلياي .

 
وبإنتصار التياتن السبعة على اورانوس , أسرعوا الى تارتاروس وأطلقوا سراح الكلوكلوبيس ..

احتفل الجميع بالنصر ..

 
منح الجميع . السلطة الى كرونوس الذي قادهم الى النصر وحقق رغبة الأم جايا والدتهم .

 
ولكن كرونوس سار وراء شهوة السلطة ...

ونسى من ساعده في المعركة ...

لقد تنصل منهم ...

أعاد الكلوكلوبيس مرة أخرى الى التارتاروس , الحق العمالقة ذات المائة يد بهم أيضا ..

واختار من بين شقيقاته زوجة له .. اختار ريا  raya, واصبح حاكما على اليس .

عاش كرونوس حاكما مطلقا .. يأمر فيطاع .. في مملكته وبيته .

نشوة السلطة أنسته النبوءة من والدته , ووالده قبل موته .. أو أنه تناساهما ..

 
النبوءة تقول :

- سوف يأتي على كرونوس واحد من أبنائه .. يأخذ وينتزع العرض منه .

 

وضعت زوجته ريا طفلها الأول .. وهنا طرأت على ذهن كرونوس فكرة , اعتبرها رائعة ,,, حمل الطفل بين يديه , وتظاهر بمداعبته ... وفجأة ..

 

ابتلع الطفل !!!
حاولت أمه المسكينة ريا فعل شيء .. ولكنها لم تقدر سوى أن تخضع للأمر الواقع , لأنها لا تستطيع مقاومة زوجها .. ولا تريد عصيانه .



أنجبت ريا زوجته , طفل كل عام , وكرونوس يبتلع أولاده واحد تلو الاخر ..

أنجبت ريا هستيا .. ديميتر .. هيرا .. بوسيدون .

ابتلعهم كرونوس جميعا .

 
في يوم من الأيام .. وعندما أحست ريا أن الجنين يتحرك في أحشائها تذكرت أطفالها الذين ابتلعهم زوجها كرونوس الظالم ...

فكرت ريا .. وفكرت .. وقررت أن تفعل شيئا ..

وعندما أحست بألم المخاض , تسللت في جنح الظلام الى قمة جبل اوكاديوم في منطقة أركاديا .

ذهبت الى مكان لم تطأه قدم .. ولا يستطيع أحد الوصول اليه ..

هناك في ذلك المكان .. وضعت وليدها .. غسلت جسده في نهر نيدا .. المياه المقدسة .

سلمت ريا وليدها الى الربة جايا الأرض , فوعدتها جايا بحمايته ..

فحملته الى لوكتوس في جزيرة كريت .

هناك اختبأ الوليد زيوس ZEUS في رعاية أدراستيا , حورية الدردار وشقيقتها إيو .. وكلتاهما ابنتا اورانوس ..

تركته جايا الأم أيضا في رعاية أمالثيا , الحورية العنزة ..

لقد صنع مهد الوليد زيوس من الذهب الخالص .. كان معلقا بحبال من الذهب الخالص أيضا .

مهد الوليد زيوس لم يكن يمس الأرض .. ولم يكن مرتفعا الى السماء .

وكان بعيدا عن البحر وذلك كله لحماية الوليد من الوالد كرونوس .. كي لا يقوم بابتلاعه كأخوته .

وحول المهد الذهبي وقفت جماعة الكوريتيس المتدرعيين بالدروع المعدنية والحراب الغليظة .

جماعة الكوريتيس كانوا يطلقون صيحات عالية حتى تضيع صرخات زيوس zeus الوليد وسط تلك الضوضاء فلا يسمعه الوالد كرونوس .

فكر زيوس ZEUS كيف يرد جميل الحوريات الثلاث ؟

جعل زيوس من أمالثيا العنزة الحورية , نجمة في السماء , وأصبح لها برج يحمل رسمها ( برج الجدي ) .

عادت ريا الى زوجها القاسي كرونوس وقدمت اليه وليدها فاختطفه على الفور .. وابتلعه وهو يضحك بشراهة ..

الأم ريا لم تحزن ... بل كانت فرحة لأن ما قدمته لزوجها كرونوس لم يكن وليدها ...

لم يكن سوى قطعة من الحجر مغطاة بالثياب .

بعد فترة شك كرونوس بالأمر , وطفق يبحث عن الوليد , بعث بنظراه الثاقبة من أعلى نقطة في العالم ..

مسح الأرض بمن عليها بنظراته الثاقبة وكاد أن يعثر عليه ..

لولا أن زيوس zeus كان أذكى من والده .. فحول نفسه الى ثعبان .. وحول الحوريات الى دببة ..

عاش الطفل زيوس رغم أنف والده ..

عاش الوليد زيوس ZEUS تحت هذه الرعاية .. كبر .. صار شابا قويا .

كان ينتقل من كهف الى كهف .. وهناك قابل التنينة ميتيس ..

رحبت به .. عاونته .. وثق بها زيوس .

نصحته أن يذهب الى والدته ريا .

وبالفعل ذهب الى والدته .. قابلها خلسة .. لم تسع الدنيا هناء ريا لرؤية فلذة كبدها في أحسن حال ..

لكن سرعان ما انتابها الخوف .. والده .. لو راه لقتله على الفور ..

ولكن طمأنها ولدها .. لا تخافي .. لقد جئت اليك بفكرة يا أماه .

استمعت الام ريا الى الفكرة .. سوف تقدمه الى كرونوس ساقيا يعد له الشراب , فقط عليها مساعدته في تنفيذ خطته ..

فشرح لها ما نصحته به التنينة ميتيس .. وافقت الام ريا طائعة راضية .

قدمته الأم الى كرونوس ساقيا ,, انشرح كرونوس له .. وأمره بإداد الشراب , طلب زيوس zeus من والدته لأن تعد له كمية من الملح .. وأخرى من الخردل , كما نصحته ميتيس .

خلط الملح والخردل .. مزجهما بالشراب ثم قدم الكل في كأس لكرونوس ..

ظل كرونوس يشرب كالمجنون الكاس وراء الكأس ..

سيطر الشراب على عقله .. دارت الأرض به .. امتلأت معدته بالشراب , سرى الملح في جسده وأمعائه مع الخردل , تقلصت بطنه وأحس برغبة شديدة بالتقيأ .. تقيأ كرونوس الثمل , قذف بكل محتويات معدته الضخم خارجا .. ثم خرج بعد ذلك أخوة زيوس الواحد تلو الاخر .. خرجوا شبابا مكتملي النمو , هلل الجميع اذ خرجوا جميعا من غير سوء .. قدموا جميعا فروض الولاء الى شقيقهم الأصغر زيوس ZEUS ..

اختاروه قائدا عليهم في معركتهم ضد الوالد كرونوس , وضد حلفائه التياتن الأشرار , استمرت الحرب بين زيوس وكرونوس عشر سنوات , كانت الأم جايا تراقب الحرب وكانت تتمنى أن ينتصر زيوس واخوته .. ولذلك أطلقت نبوءة :

إن النصر سيكون من حليف زيوس . ولكن بشرط .. عليه أن يكسب الى جانبه أعداء كرونوس الذين ألقى بهم في السجن .. في تارتارس .

وهم كلوكلوبيس , والعمالقة ذوي المائة يد , ويتوجب على زيوس أن يطلق سراحهم .

ذهب زيوس خلسة الى كامبي العجوز الشرسة التي تحرس بوابات سجن تارتاروس , وتسلل بالخفاء وفاجأها بضربة قوية قاضية قتلتها على الفور .

إنتزع زيوس مفاتيح السجن من حزام العجوز , وعندما دخل فوجئ بأن الجميع , جميع المساجين لا يقدرون على الحركة .. كونهم منهكين من التعذيب والجوع والعطش .

قدم زيوس لهم الطعام , وبعد أن أكلوا وشربوا .. قويت أطرافهم واشتدت عضلاتهم , أخرجهم من السجن حيث انضموا اليه .

منح الكوكلوبيس , مخلصهم زيوس سلاحا فتاكا وهو " الصاعقة " وبذلك بإستطاعة زيوس zeus الان أن يبعث بالصواعق الحارقة المدمرة , صواعق تقضي على اعتى المخلوقات وتصرع أقوى المقاتلين .

كما منحوا شقيقه هاديس خوذة الظلام , التي متى ما وضعها . اختفى عن الأنظار , يرى الاخرين دون أن يرونه .

ومنحوا شقيقه الثاني بوسيدون " الشوكة الثلاثية " التي بواسطتها يثير البحار والمحيطات , بضربة واحدة منها .

عقد الجميع مجلس حرب , اتفقوا فيه على خطة محكمة للنصر ..

وضع هاديس خوذة الظلام على رأسه واختفى عن الأنظار ..

وأصبح يرى كل من حوله وهم لا يرونه .. تسلل الى حيث كان كرونوس .. اقترب منه ولم يفطن به , انقض هاديس على الأسلحة .. أسلحة كرونوس وسرقها كلها نقلها في خفية الى حلفائه .

بوسيدون بدوره لوح بالشوكة الضخمة في الهواء , وضرب بها ضربة واحدة الماء , هاجت كل البحار والمحيطات , ارتفعت الأمواج ..

استولت الدهشة على كرونوس , ولم ينتبه لزيوس وهو يهجم عليه , انطلق نحوه زيوس بشراسة , أطلق نحوه وابلا من الصواعق المتأججة , فأنهاه في الحال .

أما العمالقة ذوي المائة يد والبقية .. فقد تكفلوا بالباقي .. لقد هشموا رؤوس التياتن حلفاء كرونوس , بالصخور , هزموهم شر هزيمة .

ثم أصدروا احكامهم عليهم :

كرونوس ينفى بعيدا .

التياتن ينفونة الى جزر بعيدة , تحت حراسة العمالقة ..

وأخيرا تحققت النبوءة على كرونوس ..




الزواج المصري القديم

4 أغسطس 2010



شباب ما قبل الزواج
عندما كان يبلغ الفتى المصرى سن المراهقة كانت أحلام إرتباطه بفتاة جميلة تداعب قلبه وروحه ،وكذلك الحال عند الفتيات ،وقد كان هناك إتجاه إجتماعى يميل إلى الغزل والإختلاط بين الجنسين حيث بلغ حد التغزل بين الشباب أن تمنى أحدهم لو أن باب محبوبته مصنوع من قش ومزلاجه من غاب فيتخطاه بسهولة ويسر ويتحدى أخر بقوله أنه سيتخطى كل الصعاب فى سبيل إرضاء محبوبته فحتى لو كان بينهما تمساح لتخطاه أو بحر لجى لتعداه ،ويفجر أخر ويقول " لإن لم تجعلها تتبعنى لأشعلن النار فى بوزير ولأحرقن ضريح أوزير !" وكان هذا الإتجاه متواجد لدى الفتيات فتصر إحداهن على الزواج من حبيبها "حتى لو شردوها إلى الشام أو ذهبوا بها إلى النوبة" وهناك الكثير من القصائد اللاتى نظمنها للتعبير عن الحب الكامن فى الصدر، وفى المقابل فقد عارض هذا الإتجاه إتجاه إجتماعى مغاير يرى فى الحشمة وقلة الإختلاط بالفتيات هو الطريق الأفضل ويتمثل ذلك فى قول الحكيم بتاح حتب لأبنه " أحذر مخالطة النساء ،فما طاب مكان حللن فيه،ومن سوء العادات أن يتلصص عليهن إنسان ،وكم من أمرئ ضل عن رشاده حين أستهواه جسد براق ، ثم تحول إلى هباء ،وأصبحت فترات إستمتاعه القصار أضغاث أحلام ،وأفضت به إلى الهلاك " ويقول الحكيم آنى " أحذر المرأة الغريبة ،ولا تطل النظر إليها عندما تمر بك،ولا تكن لك بها أيه صلة ،ولا تقضى منها وطراً إنها ماء عميق الغور لا يعرف حناياه...." .
وهكذا فقد حدث نوع من إختلاف وجهات النظر بين الأباء والأبناء كما هى طبيعة أى مجتمع.

تقاليد الزواج
لم تصل إلينا وثائق أو نقوش توضح طقوس وعادات الزواج بشكل صريح ولكن يمكننا وضع خطوط عامة لتقاليد الزواج فى مصر القديمة ، فأما سن الزواج فكان فى الغالب يكون 15عاماً للشاب و12 للفتاة وكان الشاب يطلب من والد محبوبته أن يزوجها إياها وغالباً ما كان يتم رفض الطلب من قبل الأب حيث كانت الحجة بأن وقت الزواج لم يحن بعد ،ومن الغريب أن المجتمع المصرى كان متسامح إجتماعياً فى مسألة الزواج فقد يتزوج الأمير من إحدى خادماته وقد تتزوج الأميرة النبيلة من خادم أبيها ولا حرج فلم تكن هناك عقدة إجتماعية بخصوص هذة المسألة بل كان إستمرار الزواج مبنياً على التوافق الثقافى بين الأسرتين ، ودائماً ما كانت المرأة المصرية تتزوج من مصرى مثلها ذلك لأن الثقافة الإجتماعية فى هذا الوقت كانت تنطوى على قدر كبير من القوميه والنرجسيه إذ كان المصريون يعتبرون أنفسهم من النبلاء أما باقى الشعوب فكانوا بالنسبة لهم رعاة لا يصلون إلى هذا المستوى من الرقى ويتجلى هذا الأمر فى رفض أمنحتب الثالث طلب الملك البابلى  أن يزوجة من أميرة مصرية بقوله "لم يسبق لى أن أرسلت أميرة إلى أى أجنبى من قبل " فى حين أن زواج المصرى من أجنبيه كان مسموحاً به ويتجلى ذلك فى زواج أمنحتب الثالث من حيلوخيبا الميتانيه بالإضافة إلى عشرات الجوارى والفتيات الحسناوت اللاتى كن يرسلن إليه كهدية من قبل أمراء سوريا ورعمسيس الثانى الذى كانت له زوجة حيثيه ،هذا وكانت هناك فترة تمنح لكى يتمكن العروسين من إختبار كلاً منهما لطبائع الأخر (تشبه الخطوبة) وكانت تمتد لسنة فى الغالب الأعم ، و كان الزواج يتم فى المعبد ويقوم كاهن آمون بتوثيق عقد الزواج ( يشبه المأذون لدينا ) ،على أن هذة الصفى الدينية قد بدأت فى الإختفاء فى عهد الأسرة ال29 وكان من طرفا عقد القران هما العريس ووالد العروس على أن الأمر تغير منذ القرن السابع ق.م حيث سمح للمرأة أن تحضر عقد قرانها وخاصةً الثيب ، وكان الشهود يوقعون على عقد الزواج ونرى فى عقد زواج من طيبة أن الشهود ثلاثة وهم كاتب وكاهن ورئيس إسطبل وفى بعض الأحيان كان يتجاوز عدد الشهود إلى 16 وكان الزوج يقسم فى عقد الزواج بألهته وفرعونه على مكيال معين من الفضة والغلال يؤديه كمهر لعروسه (مقدم صداق) وكان يتم دفع القيمة المحددة لها بعد الزواج وكان يتعهد بإفيائه بالإلتزامات المتعدده لزوجته فقد ورد فى أحد العقود أن الزوج تعهد بتقديم مقدار من الزيت لزوجته ومقداراً من الحنطه وأن يمنحها راتباً شهرياً لإدارة شؤون المنزل و مصروف خاص لزينتها كل عام وتعهد بأن الرتب السنوى لزينة زوجته يختلف عن الراتب الشهرى لإدارة المنزل ، هذا وكانت الأموال مشتركة بين الزوجين حيث يقدم الرجل ثلثى المال وتقدم المرأة ثلث المال فإذا مات أحدهما ذهب ماله للورثة وأصبح حقاً للأخر أن يستمتع بنصيبه ، وكانت العروس تقدم أثاث المنزل (الجهاز) ويصر أهلها على كتابة قائمة بها كل ما قدمته من أثاث وأدوات ومن حلى وباروكات وقلائد وخلاخيل ( تشبه فكرة القائمة فى عصرنا الحالى ) ، هذا وكان الطلاق مباحاً فى حال إستحالة الحياة بين الطرفين وكانت العصمة فى يد الرجل حيث كان هو القائم على أمر الطلاق وكانت صيغة الطلاق هى " لقد هجرتك كزوجة لى ،و إننى أفارقك وليس لى مطلب على الإطلاق ،كما أبلغك أنه يحل لك أن تتخذى لنفسك زوجاً أخر متى شئت" .

وصايا الحكماء للإعتناء بالزوجة
قال بتاح حتب " إذا كنت عاقلاً فأسس لنفسك داراً ،وأحبب زوجتك حباً جماً ،وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت، وإياك ومنازعتها ،ولا تكن فظاً ولا غليظ القلب ،فباللين تستطيع أن تتملك قلبها ،وأعمل دائماً على رفاهيتها ،ليدوم صفاؤك وتتصل سعادتك"
وقال الحكيم آنى" لا تمثل دور الرئيس مع زوجتك ،ولا تقس عليها فى دارها ،إن أدركت صلاحها لا تسألها عن شئ أين موضعه إن كانت قد وضعته فى المكان المناسب ،أفتح عينيك وأنت صامت تدرك فضائلها ،و إن شئت أن تسعدها فأجعل يدك معها لتساعدها ،وتعلم كيف تمنع أسباب الشقاق فى بيتك ،إذ لامبرر لخلق النزاع فى البيت ،وكل أمرئ قادر على أن يتجنب إثارة الشقاق فى بيته إذا تحكم سريعاً فى نزعات نفسه "

زواج الإخوه
بالرغم من زواج أوزير من أخته إيزه ( فى الأسطورة المعروفه ) وست من أخته نبت حت وإنتشار هذا النوع من الزواج بين الملوك إلا أنه لم ينتشر بين أفراد الطبقة الوسطى أو الدنيا صحيح أن زواج الفرعون من أخته كان عرفاً مصرياً يؤكد على نقاء دم ولى العهد الجديد وصفاء ألوهيته إلا أن هذا لم يكن له أثر بين الطبقات الشعبيه فى ذاك الوقت حيث أن قمبيز عندما سأل قمبيز القضاة الملكيين عن جواز زواج الرجل من أخته أجابوه بالنفى مع إجازة ذلك له كملك ، إلا أن هناك ما يجعلنا نقول بأن زواج الفتاة من خالها كان مباحاً فالمدعوه باكت آمون صورت وهى جالسة فى مقبرتها بجانب خالها وهى تجلس منه كما تجلس الزوجة بجانب زوجها ،إلا أن هذة العادة لم يكن لها أى علاقة بالطبقات الشعبيه.

تعدد الزوجات
كان تعدد الزوجات منتشراً بين الشعوب من العرب واليهود وأنتشر أيضاً بين المصريين القدماء بدرجة ما ، حيث أنتشر بين الفراعنة والملوك بدرجة أكبر حيث تزوج رعمسيس الثانى بعدة زوجات كانت أشهرهن نفرتارى وتزوج خوفو بأكثر من واحدة وأما أمنحتب الثالث فقد أمتلأ قصره بالجوارى الحسناوات وكانت له أكثر من زوجة حيث متزوجاً من تى ومن حيلوخيبا الميتانيه والأمير ( مرة رع ) الذى كان متزوجاً بستة زوجات وتحتمس الثانى الذى متزوجاً من حتشبسوت ومن إيزة (أم تحتمس الثالث) و لكن على مستوى الطبقتين الوسطى والدنيا لا نجد لهذا الأمر تأثير كبير وهذا بسبب الظروف الإقتصادية وهذا بالرغم من جواز الأمر لكل مواطن.

ضرائر متسامحات
تحدثنا النقوش عن ضرائر متسامحات فى مشاهد طريفة حيث صورت عجوزاً يئست من عقمها فأوحت لزوجها أن يتزوج من خادمة له وعندما أنجبت الخادمة أخذت العجوز أبنائها وتبنتهم وخصصت لهم نصيب من ثروتها وصورت أخرى مع أبناء ضرائرها الخمسة وهم يتمتعوا بمفاتن الحياة المختلفة ،أما أمينى وهو أحد نبلاء الدولة الوسطى فكانت له زوجتان ( حنوت ) و(نبت) فسمت الأولى بناتها باسم نبت وسسمت الثانية بناتها باسم حنوت .